حَدَّثَنِي بِهِ، مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، " {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17] قَالَ: أَنْ نُقْرِئَكَ فَلَا تَنْسَى، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} [القيامة: 18] عَلَيْكَ {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 18] يَقُولُ: إِذَا تُلِيَ عَلَيْكَ، فَاتَّبِعْ مَا فِيهِ " قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَقَدْ صَرَّحَ هَذَا الْخَبَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ مَعْنَى الْقُرْآنِ عِنْدَهُ الْقِرَاءَةُ، فَإِنَّهُ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ قَرَأْتَ عَلَيَّ مَا قَدْ قُلْنَاهُ، وَأَمَّا عَلَى قَوْلِ قَتَادَةَ، فَإِنَّ الْوَاجِبَ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا، مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ قَرَأْتُ -[91]- الشَّيْءَ إِذَا جَمَعْتُهُ وَضَمَمْتُ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ، كَقَوْلِكَ: مَا قَرَأَتْ هَذِهِ النَّاقَةُ سَلًى قَطُّ، تُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّهَا لَمْ تَضُمَّ رَحِمًا عَلَى وَلَدٍ، كَمَا قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ التَّغْلِبِيُّ:
[البحر الوافر]
تُرِيكَ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى خَلَاءٍ ... وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُونَ الْكَاشِحِينَا
ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدَمَاءَ بِكْرٍ ... هِجَانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينَا
يَعْنِي بِقَوْلِهِ: لَمْ تَقْرَأْ جَنِينًا: لَمْ تَضْمُمْ رَحِمًا عَلَى وَلَدٍ