يَا خَاتَمَ النُّبَآءِ إِنَّكَ مُرْسَلٌ ... بِالْخَيْرِ كُلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُدَاكَا
فَقَالَ. يَا خَاتَمَ النُّبَآءِ، عَلَى أَنَّ وَاحِدَهُمُ نَبِيءٌ مَهْمُوزٌ. وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمُ: النَّبِيُّ وَالنُّبُوَّةُ غَيْرُ مَهْمُوزٍ. لِأَنَّهُمَا مَأْخُوذَانِ مِنَ النَّبْوَةِ، وَهِيَ مِثْلُ النَّجْوَةِ، وَهُوَ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ. وَكَانَ يَقُولُ إِنَّ أَصْلَ النَّبِيِّ الطَّرِيقُ، وَيَسْتَشْهِدُ عَلَى ذَلِكَ بِبَيْتِ الْقُطَامِيِّ:
[البحر البسيط]
لَمَّا وَرَدْنَ نَبِيًّا وَاسْتَتَبَّ بِهَا ... مُسْحَنْفِرٌ كَخُطُوطِ السَّيْحِ مُنْسَحِلُ
يَقُولُ: إِنَّمَا سُمِّيَ الطَّرِيقُ نَبِيًّا، لِأَنَّهُ ظَاهِرٌ مُسْتَبِينٌ مِنَ النُّبُوَّةِ. وَيَقُولُ. لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَهْمِزُ النَّبِيَّ. قَالَ. وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا فِي ذَلِكَ وَبَيَّنَّا مَا فِيهِ الْكِفَايَةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [البقرة: 61] أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْتُلُونَ رُسُلَ اللَّهِ بِغَيْرِ إِذْنِ اللَّهِ لَهُمْ بِقَتْلِهِمْ مُنْكِرِينَ رِسَالَتَهُمْ جَاحِدِينَ نُبُوَّتَهُمْ