حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، وَهَارُونُ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: -[742]- سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ الصَّيْدِ يَصِيدَهُ الْحَلَالُ، أَيَأْكُلُ مِنْهُ الْمُحْرِمُ؟ فَقَالَ: سَأَذْكُرُ لَكَ مِنْ ذَلِكَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} [المائدة: 95] فَنَهَى عَنْ قَتْلِهِ، ثُمَّ قَالَ: {وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} [المائدة: 95] ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} [المائدة: 96] ، قَالَ: يَأْتِي الرَّجُلُ أَهْلَ الْبَحْرِ فَيَقُولُ: أَطْعِمُونِي، فَإِنْ قَالَ: غَرِيضًا، أَلْقَوْا شَبَكَتَهُمْ فَصَادُوا لَهُ، وَإِنْ قَالَ: أَطْعِمُونِي مِنْ طَعَامِكُمْ، أَطْعَمُوهُ مِنْ سَمَكِهِمُ الْمَالِحِ. ثُمَّ قَالَ: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} [المائدة: 96] ، وَهُوَ عَلَيْكَ حَرَامٌ، صِدْتَهُ أَوْ صَادَهُ حَلَالٌ " وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا عَنَى اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} [المائدة: 96] مَا اسْتَحْدَثَ الْمُحْرِمُ صَيْدَهُ فِي حَالِ إِحْرَامِهِ أَوْ ذَبَحَهُ، أَوِ اسْتُحْدِثَ لَهُ ذَلِكَ فِي تِلْكَ الْحَالِ. فَأَمَّا مَا ذَبَحَهُ حَلَالٌ وِلِلْحَلَالِ فَلَا بَأْسَ بِأَكْلِهِ لِلْمُحْرِمِ، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ فِي مِلْكِهِ قَبْلَ حَالِ إِحْرَامِهِ فَغَيْرُ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ إِمْسَاكُهُ