حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: " الْفُومُ: الثَّوْمُ «وَهُوَ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ» وَثُومِهَا " وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ تَسْمِيَةَ الْحِنْطَةِ وَالْخُبْزِ جَمِيعًا فُومًا مِنَ اللُّغَةِ الْقَدِيمَةِ، حُكِيَ سَمَاعًا مِنْ أَهْلِ هَذِهِ اللُّغَةِ: فُومُوا لَنَا، بِمَعْنَى اخْتَبِزُوا لَنَا؛ وَذُكِرَ أَنَّ ذَلِكَ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ «وَثُومِهَا» بِالثَّاءِ. فَإِنْ كَانَ -[19]- ذَلِكَ صَحِيحًا فَإِنَّهُ مِنَ الْحُرُوفِ الْمُبْدَلَةِ، كَقَوْلِهِمْ: وَقَعُوا فِي عَاثُورِ شَرٍّ وَعَافُورِ شَرٍّ، وَكَقَوْلِهِمْ لِلْأَثَافِي أَثَاثِي، وَلِلْمَغَافِيرِ مَغَاثِيرُ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِمَّا تُقْلَبُ الثَّاءُ فَاءً وَالْفَاءُ ثَاءً لِتَقَارُبِ مَخْرَجِ الْفَاءِ مِنْ مَخْرَجِ الثَّاءِ. وَالْمَغَافِيرُ شَبِيهٌ بِالشَّيْءِ الْحُلْوِ يُشَبَّهُ بِالْعَسَلِ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ حُلْوًا يَقَعُ عَلَى الشَّجَرِ وَنَحْوِهَا