وكذلك قوله: فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا مما استغنى بدلالة الظاهر على المتروك منه. وذلك أن معنى الكلام، فقلنا: اضرب بعصاك الحجر، فضربه فانفجرت. فترك ذكر الخبر عن ضرب موسى الحجر، إذ كان فيما ذكر دلالة على المراد منه. وكذلك

وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} [البقرة: 60] مِمَّا اسْتَغْنَى بِدَلَالَةِ الظَّاهِرِ عَلَى الْمَتْرُوكِ مِنْهُ. وَذَلِكَ أَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ، فَقُلْنَا: اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ، فَضَرَبَهُ فَانْفَجَرَتْ. فَتَرَكَ ذِكْرَ الْخَبَرِ عَنْ ضَرْبِ مُوسَى الْحَجَرَ، إِذْ كَانَ فِيمَا ذُكِرَ دَلَالَةٌ عَلَى الْمُرَادِ مِنْهُ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} [البقرة: 60] إِنَّمَا مَعْنَاهُ: قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مِنْهُمْ مَشْرَبَهُمْ، فَتَرَكَ ذِكْرَ مِنْهُمْ لِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ. وَقَدْ دَلَّلْنَا فِيمَا مَضَى عَلَى أَنَّ النَّاسَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، وَأَنَّ -[6]- الْإِنْسَانَ لَوْ جُمِعَ عَلَى لَفْظِهِ لَقِيلَ: أَنَاسِيُّ وَأَنَاسِيَّةُ. وَقَوْمُ مُوسَى هُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ قَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَصَصَهُمْ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ، وَإِنَّمَا اسْتَسْقَى لَهُمْ رَبُّهُ الْمَاءَ فِي الْحَالِ الَّتِي تَاهُوا فِيهَا فِي التِّيهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015