يعني بقوله: ثم بعثناكم ثم أحييناكم وأصل البعث: إثارة الشيء من محله، ومنه قيل: بعث فلان راحلته: إذا أثارها من مبركها للسير كما قال الشاعر: فأبعثها وهي صنيع حول كركن الرعن ذعلبة وقاحا والرعن: منقطع أنف الجبل، والذعلبة: الخفيفة، والوقاح، الشديدة

يَعْنِي بِقَوْلِهِ: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ} [البقرة: 56] ثُمَّ أَحْيَيْنَاكُمْ وَأَصْلُ الْبَعْثِ: إِثَارَةُ الشَّيْءِ مِنْ مَحِلِّهِ، وَمِنْهُ قِيلَ: بَعَثَ فُلَانٌ رَاحِلَتَهُ: إِذَا أَثَارَهَا مِنْ مَبْرَكِهَا لِلسَّيْرِ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

-[692]- فَأَبْعَثُهَا وَهِيَ صَنِيعُ حَوْلٍ ... كَرُكْنِ الرَّعْنِ ذِعْلِبَةٍ وَقَاحَا

وَالرَّعْنُ: مُنْقَطِعُ أَنْفِ الْجَبَلِ، وَالذِّعْلِبَةُ: الْخَفِيفَةُ، وَالْوَقَاحُ، الشَّدِيدَةُ الْحَافِرُ أَوِ الْخُفِّ وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ: بَعَثْتُ فُلَانًا لِحَاجَتِي: إِذَا أَقَمْتُهُ مِنْ مَكَانِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ لِلتَّوَجُّهِ فِيهَا. وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ: يَوْمُ الْبَعْثِ، لِأَنَّهُ يَوْمٌ يُثَارُ النَّاسُ فِيهِ مِنْ قُبُورِهِمْ لِمَوْقِفِ الْحِسَابِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015