وَالْمُنْخَنِقَةُ} [المائدة: 3] وَسَائِرِ مَا ذُكِرَ مَعَ ذَلِكَ وَتِعْدَادِهِ مَا عَدَّدَ؟ قِيلَ: وَجْهُ تِكْرَارِهِ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ تَحْرِيمُ ذَلِكَ إِذَا مَاتَ مِنَ الْأَسْبَابِ الَّتِي هُوَ بِهَا مَوْصُوفٌ , وَقَدْ تَقَدَّمَ بِقَوْلِهِ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} [المائدة: 3] أَنَّ الَّذِينَ خُوطِبُوا بِهَذِهِ الْآيَةِ لَا يَعُدُّونَ الْمَيْتَةَ مِنَ الْحَيَوَانِ , إِلَّا مَا مَاتَ مِنْ عِلَّةٍ عَارِضَةٍ بِهِ , غَيْرِ الِانْخِنَاقِ وَالتَّرَدِّي وَالِانْتِطَاحِ , وَفَرْسِ السَّبُعِ , فَأَعْلَمَهُمُ اللَّهُ أَنَّ حُكْمَ ذَلِكَ حُكْمُ مَا مَاتَ مِنَ الْعِلَلِ الْعَارِضَةِ , وَأَنَّ الْعِلَّةَ الْمُوجِبَةَ تَحْرِيمَ الْمَيْتَةِ لَيْسَتْ مَوْتَهَا مِنْ عِلَّةِ مَرَضٍ أَوْ أَذًى كَانَ بِهَا قَبْلَ هَلَاكِهَا , وَلَكِنَّ الْعِلَّةَ فِي ذَلِكَ أَنَّهَا لَمْ يَذْبَحْهَا مِنْ أَجْلِ ذَبِيحَتِهِ بِالْمَعْنَى الَّذِي أَحَلَّهَا بِهِ كَالَّذِي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015