القول في تأويل قوله تعالى: ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا يعني بذلك جل ثناؤه: ومن يكن الشيطان له خليلا وصاحبا يعمل بطاعته ويتبع أمره ويترك أمر الله في إنفاقه ماله رئاء الناس في غير طاعته , وجحوده وحدانية الله والبعث بعد الممات فساء قرينا يقول: "

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا} [النساء: 38] يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ خَلِيلًا وَصَاحِبًا يَعْمَلُ بِطَاعَتِهِ وَيَتْبَعُ أَمْرَهُ وَيَتْرُكُ أَمْرَ اللَّهِ فِي إِنْفَاقِهِ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ فِي غَيْرِ طَاعَتِهِ , وَجُحُودِهِ وَحْدَانِيَّةَ اللَّهِ وَالْبَعْثَ بَعْدَ الْمَمَاتِ {فَسَاءَ قَرِينًا} [النساء: 38] يَقُولُ: " فَسَاءَ الشَّيْطَانُ قَرِينًا. وَإِنَّمَا نَصَبَ الْقَرِينِ , لِأَنَّ فِي سَاءَ ذِكْرًا مِنَ الشَّيْطَانِ , كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف: 50] وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ الْعَرَبُ فِي سَاءَ ونَظَائِرِهَا , وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ:

[البحر الطويل]

عَنِ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ ... فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارِنِ يَقْتَدِي

-[28]- يُرِيدُ بِالْقَرِينِ: الصَّاحِبَ وَالصَّدِيقَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015