القول في تأويل قوله تعالى: إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا يعني بقوله جل ثناؤه: إن الله لا يحب من كان مختالا إن الله لا يحب من كان ذا خيلاء , وللمختال المفتعل من قولك: خال الرجل فهو يخول خولا وخالا , ومنه قول الشاعر: فإن كنت سيدنا سدتنا وإن كنت

الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36] يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا} [النساء: 36] إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ ذَا خُيَلَاءَ , وَلِلْمُخْتَالِ الْمُفْتَعِلِ مِنْ قَوْلِكَ: خَالَ الرَّجُلِ فَهُوَ يَخُولُ خَوَلًا وَخَالًا , وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

[البحر المتقارب]

فَإِنْ كُنْتَ سَيِّدَنَا سُدْتَنَا ... وَإِنْ كُنْتَ لِلْخَالِ فَاذْهَبْ فَخَلْ

وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ:

[البحر الرجز]

وَالْخَالِ ثَوْبٌ مِنْ ثِيَابِ الْجُهَّالْ

وَأَمَّا الْفَخُورُ: فَهُوَ الْمُفْتَخِرُ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ بِمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ آلَائِهِ , وَبَسَطَ لَهُ مِنْ فَضْلِهِ , وَلَا يَحْمَدُ عَلَى مَا آتَاهُ مِنْ طَوْلِهِ , وَلَكِنَّهُ بِهِ مُخْتَالٌ مُسْتَكْبِرٍ , وَعَلَى غَيْرِهِ بِهِ مُسْتَطِيلٌ مُفْتَخِرٌ. كَمَا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015