بِمَعْنَى: افْعَلْ بِنَا لِكَذَا الَّذِي وَلَوْ جَازَ ذَلِكَ، لَجَازَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُ لِآخَرَ: أَقْبِلْ إِلَيَّ وَكَلِّمْنِي، بِمَعْنَى: أَقْبِلْ إِلَيَّ لِتُكَلِّمَنِي، وَذَلِكَ غَيْرُ مَوْجُودٍ فِي الْكَلَامِ، وَلَا مَعْرُوفٍ جَوَازُهُ، وَكَذَلِكَ أَيْضًا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي الْكَلَامِ: آتِنَا مَا وَعَدْتَنَا، بِمَعْنَى: اجْعَلْنَا مِمَّنْ أَتَيْتَهُ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ كُلُّ مَنْ أُعْطِيَ شَيْئًا سَنِيًّا فَقَدْ صُيِّرَ نَظَيِرًا لِمَنْ كَانَ مِثْلَهُ فِي الْمَعْنَى الَّذِي أُعْطِيَهُ، وَلَكِنْ لَيْسَ الظَّاهِرُ مِنْ مَعْنَى الْكَلَامِ ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ قَدْ يُؤَوَّلُ مَعْنَاهُ إِلَيْهِ. فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ إِذًا: رَبَّنَا أَعْطِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى أَلْسُنِ رِسْلِكَ أَنَّكَ تُعْلِي كَلِمَتَكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ، بِتَأْيِيدِنَا عَلَى مَنْ كَفَرَ بِكَ وَحَادَّكَ وَعَبَدَ غَيْرَكَ، وَعَجِّلْ لَنَا ذَلِكَ، فَإِنَّا قَدْ عَلِمْنَا أَنَّكَ لَا تُخْلِفُ مِيعَادَكَ، وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَفْضَحَنَا بِذُنُوبِنَا الَّتِي سَلَكَتْ مِنَّا، وَلَكِنْ كَفِّرْهَا عَنَّا وَاغْفِرْهَا لَنَا