الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} وَقَوْلُهُ: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا} [آل عمران: 191] مِنْ نَعْتِ {أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 179] ، وَ {الَّذِينَ} [الفاتحة: 7] فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ رَدًّا عَلَى قَوْلِهِ: {لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190] وَمَعْنَى الْآيَةِ أَنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الذَّاكِرِينَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ، يَعْنِي بِذَلِكَ: قِيَامًا فِي صَلَاتِهِمْ وَقُعُودًا فِي تَشَهُّدِهِمْ وَفِي غَيْرِ صَلَاتِهِمْ وَعَلَى جُنُوبِهِمْ نِيَامًا