حَلفتُ بالسَّبع اللّواتي طُوِّلتْ ... وبِمِئينَ بعدَها قد أُمْئِيَت (?)

وبمَثَانٍ ثُنِّيتْ فكُرِّرتْ ... وبالطَّواسِينِ التي قد ثُلِّثَتْ (?)

وبالحَوامِيم اللَّوَاتِي سُبِّعتْ ... وبالمفصَّلِ اللَّواتِي فُصِّلتْ (?)

قال أبو جعفر رحمة الله عليه: وهذه الأبيات تدل على صحّة التأويل الذي تأوَّلناه في هذه الأسماء.

وأما "المفصَّل": فغنها سميت مفصَّلا لكثرة الفصول التي بين سورَها ب "بسم الله الرحمن الرحيم".

قال أبو جعفر: ثم تسمى كل سورة من سور القرآن "سورة"، وتجمع سُوَرًا"، على تقدير "خُطبة وخُطب"، "وغُرفة وغُرَف".

والسورة، بغير همز: المنزلة من منازل الارتفاع. ومن ذلك سُور المدينة، سمي بذلك الحائطُ الذي يحويها، لارتفاعه على ما يحويه. غير أن السُّورة من سُور المدينة لم يسمع في جمعها "سُوَر"، كما سمع في جمع سورة من القرآن "سور". قال العجاج في جمع السُّورة من البناء:

فرُبَّ ذِي سُرَادِقٍ مَحْجُورِ ... سُرْتُ إليه في أعالي السُّورِ (?)

فخرَج تقدير جمعها على تقدير جَمع بُرَّة وبُسْرة، لأن ذلك يجمع بُرًّا وبُسرًا. وكذلك لم يسمع في جمع سورة من القرآن سُوْرٌ، ولو جمعت كذلك لم يكن خطأ في القياس، إذا أريد به جميعُ القرآن. وإنما تركوا -فيما نرى- جمعه كذلك، لأن كل جمع كان بلفظ الواحد المذكَّر مثل: بُرّ وشعير وقَصَب وما أشبه ذلك، فإن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015