تفسير الشعراوي (صفحة 9612)

وقوله تعالى: {كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً ... } [النحل: 112] .

آمنةً: أي في مَأْمَن من الإغارة عليها من خارجها، والأمن من أعظم نِعَم الله تعالى على البلاد والعباد.

وقوله: {مُّطْمَئِنَّةً. .} [النحل: 112] .

أي: لديها مُقوِّمات الحياة، فلا تحتاج إلى غيرها، فالحياة فيها مُستقرَّة مريحة، والإنسان لا يطمئن إلا في المكان الخالي من المنغِّصات، والذي يجد فيه كل مقومات الحياة، فالأمن والطمأنينة هما سِرُّ سعادة الحياة واستقرارها.

وحينما امتنَّ الله تعالى على قريش قال: {لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشتآء والصيف فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هذا البيت الذي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}

[قريش: 1 - 4] .

فطالما شبعت البطن، وأمنتْ النفس استقرت بالإنسان الحياة.

والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يعطينا صورة مُثْلى للحياة الدنيا، فيقول: «مَنْ أصبح معافىً في بدنه، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها» .

ويصف الحق سبحانه هذه القرية بأنها:

{يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ ... } [النحل: 112] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015