وقد وقف بعض المستشرقين عند هذه المسألة؛ لأنهم يقرأون الآيات والأحاديث مجرد قراءة سطحية غير واعية، فيتوهمون أنها متضاربة. فقالوا هنا: الله تعالى يقول: {مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ... } [الحديد: 11] .
وقال في موضع آخر: {مَن جَآءَ بالحسنة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ... } [الأنعام: 160] وفي الحديث الشريف:» مكتوب على باب الجنة: الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر «.
فظاهر الحديث يختلف مع الآية الكريمة - هذا في نظرهم - لأنهم لا يملكون المَلَكة العربية في استقبال البيان القرآني. وبتأمل الآيات والأحاديث نجد اتفاقهما على أن الحسنة أو الصدقة بعشر أمثالها، فالخلاف - ظاهراً - في قوله تعالى:
{فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ... } [الحديد: 11] وقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «والقرض بثمانية عشر» .
وليس بينهما اختلاف، فساعة تصدَّق الإنسان بدرهم مثلاً أعطاه الله عشرة منها بدرهم الذي تصدَّق به، فكأنه أعطاه تسعة، فحين تُضَاعف التسعة، تصبح ثمانية عشرة.
ثم يقول سبحانه: {وَلاَ تَبْغِ الفساد فِي الأرض إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المفسدين} [القصص: 77] والفساد يأتي من الخروج عن منهج الله،