تفسير السمعاني (صفحة 544)

{الْأُخْرَى وَلَا يأب الشُّهَدَاء إِذا مَا دعوا وَلَا تسأموا أَن تكتبوه صَغِيرا أَو كَبِيرا إِلَى أَجله ذَلِكُم أقسط عِنْد الله وأقوم للشَّهَادَة وَأدنى أَلا ترتابوا إِلَّا أَن تكون تِجَارَة حَاضِرَة}

وَقَرَأَ حَمْزَة: " إِن تضل فَتذكر إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى " على الشَّرْط.

قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة: فَتذكر إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى، مَعْنَاهُ: تجْعَل إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى ذكرا، أَي: يقومان مقَام الذّكر، وَالْأول أصح.

{وَلَا يأب الشُّهَدَاء إِذا مَا دعوا} قيل: أَرَادَ بِهِ: إِذا مَا دعوا للتحمل، وَإِنَّمَا سماهم شُهَدَاء على معنى أَنهم يَكُونُوا شُهَدَاء. وَقيل: هُوَ الدُّعَاء إِلَى الشَّهَادَة.

{وَلَا تسأموا} أَي: لَا تملوا {أَن تكتبوه صَغِيرا أَو كَبِيرا إِلَى أَجله} يعْنى: الَّذِي قل أَو كثر.

{ذَلِكُم أقسط عِنْد الله} أعدل عِنْد الله {وأقوم للشَّهَادَة} لِأَن الكتبة تذكر الشُّهُود.

{وَأدنى أَلا ترتابوا} أَي: أَن لَا تَشكوا {إِلَّا أَن تكون تِجَارَة حَاضِرَة} قَرَأَ: بِضَم التَّاء على اسْم كَانَ، وَقَرَأَ بِفَتْح التَّاء، يَعْنِي: إِلَّا أَن تكون التِّجَارَة تِجَارَة حَاضِرَة، وَمثله قَول الشَّاعِر:

(فدى لبني ذهل بن شَيبَان نَاقَتي ... إِذا كَانَ يَوْمًا ذَا كواكب أشهبا)

يَعْنِي: إِذا كَانَ الْيَوْم يَوْمًا.

{تديرونها بَيْنكُم} يَعْنِي: إِذا كَانَت التِّجَارَة يدا بيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015