تفسير السمعاني (صفحة 543)

{يَسْتَطِيع أَن يمل هُوَ فليملل وليه بِالْعَدْلِ واستشهدوا شهيدين من رجالكم فَإِن لم يَكُونَا رجلَيْنِ فَرجل وَامْرَأَتَانِ مِمَّن ترْضونَ من الشُّهَدَاء أَن تظل إِحْدَاهمَا فَتذكر إِحْدَاهمَا}

الْجَاهِل.

وَقَالَ الزّجاج: هُوَ خَفِيف الْعقل، ويشتمل هَذَا على: الْمَرْأَة، وَالصَّغِير وَنَحْوه، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:

(مشين كَمَا اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرِّيَاح النواسم)

وَقيل: السَّفِيه: الصَّغِير وَمذهب الشَّافِعِي: أَنه المبذر الْمُفْسد لمَاله.

وَأما الضَّعِيف: هُوَ ضَعِيف الْعقل من عته، أَو جُنُون.

{أَو لَا يَسْتَطِيع أَن يمل هُوَ} أَي: لَا يقدر على الإملال من خرس، أَو عمى.

{فليملل وليه بِالْعَدْلِ} يعْنى: ولى هَؤُلَاءِ.

أما من لم يجوز الْحجر على السَّفِيه - كالنخعي، وَابْن سِرين، وَغَيرهمَا - قَالُوا: أَرَادَ بالولى: صَاحب الْحق، يَعْنِي: إِن عجز من عَلَيْهِ الْحق من الإملال فليملل الَّذِي لَهُ الْحق.

{واستشهدوا شهيدين من رجالكم} أَي: وَأشْهدُوا.

{فَإِن لم يَكُونَا رجلَيْنِ فَرجل وَامْرَأَتَانِ} يَعْنِي: فَإِن لم يكن الشَّاهِدَانِ رجلَيْنِ فَرجل وَامْرَأَتَانِ.

{مِمَّن ترْضونَ من الشُّهَدَاء} وهم أهل الْفضل وَالدّين، قَالَه ابْن عَبَّاس. {أَن تضل إِحْدَاهمَا} أَن تنسى وتغفل إِحْدَاهمَا، وَذَلِكَ بِأَن يغيب حفظهَا عَن الشَّهَادَة، أَو تغيب الشَّهَادَة عَن الْحِفْظ.

{فَتذكر إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى} وَذَلِكَ بِأَن تَقول: أَلسنا حَضَرنَا مجْلِس كَذَا؟ ألم نسْمع كَيْت وَكَيْت؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015