تفسير السمعاني (صفحة 5244)

46

قَوْله تَعَالَى: {قل إِنَّمَا أعظكم بِوَاحِدَة} وَقَالَ مُجَاهِد: بِطَاعَة الله. وَقيل: بتوحيد الله، وَهُوَ قَوْله لَا إِلَه إِلَّا الله. وَذكر أهل الْمعَانِي مثل الْفراء والزجاج وَغَيرهمَا أَن معنى قَوْله: {أعظكم بِوَاحِدَة} أَي: آمركُم بخصلة وَاحِدَة، ثمَّ بَين الْخصْلَة (فَقَالَ) : {أَن تقوموا لله مثنى وفرادى} أَي: تجتمعون فتنظرون وتحاورون وتنفردون، وتخلون فتتفكرون وَالْمعْنَى: انْظُرُوا فِي حَال مُحَمَّد عِنْد الِاجْتِمَاع وَعند الْخلْوَة فتعرفوا أَنه لَيْسَ بساحر، وَلَا بكاهن، وَلَا بِهِ جُنُون، وَلَا الَّذِي أَتَى بِهِ شعرًا.

وَقَوله: {تقوموا لله} قَالَ أهل التَّفْسِير: لَيْسَ المُرَاد مِنْهُ الْقيام الَّذِي هُوَ ضد الْجُلُوس، وَإِنَّمَا هُوَ مثل قَوْله تَعَالَى: {وَأَن تقوموا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ} .

وَقَوله: {ثمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بصاحبكم من جنَّة} أَي: جُنُون.

وَقَوله: {إِن هُوَ إِلَّا نَذِير لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد} أَي: عَظِيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015