تفسير السمعاني (صفحة 4974)

15

قَوْله تَعَالَى: {وَإِن جَاهَدَاك على أَن تشرك بِي مَا لَيْسَ لَك بِهِ علم} قد بَينا معنى هَذِه الْآيَة، وَذكرنَا أَنَّهَا نزلت فِي سعد بن أبي وَقاص، وَقَالَ بَعضهم: الْآيَة عَامَّة فِي الْجَمِيع.

وَقَوله: {فَلَا تطعهما} أَي: فَلَا تطعهما فِي الشّرك ومعصيتي.

وَقَوله: {وصاحبهما فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفا} أَي: صَاحبهَا فِي الدُّنْيَا بِالْبرِّ والصلة، وَهُوَ الْمَعْرُوف من غير أَن تطيعهما فِي معصيتي.

وَقَوله: {وَاتبع سَبِيل من أناب إِلَيّ} الْأَكْثَرُونَ أَنه مُحَمَّد.

وَقَوله: {ثمَّ إِلَيّ مرجعكم فأنبئكم بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ} ظَاهر الْمَعْنى.

وَرُوِيَ [عَن] عَطاء عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {وَاتبع سَبِيل من أناب إِلَيّ} أَن المُرَاد مِنْهُ أَبُو بكرالصديق رَضِي الله عَنهُ قَالَ ابْن عَبَّاس: لما أسلم أَبُو بكر، رَضِي الله عَنهُ جَاءَ عُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسعد بن أبي وَقاص وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف إِلَى أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُم فَقَالُوا: يَا أَبَا بكر، قد صدقت هَذَا لرجل، وَآمَنت بِهِ؟ قَالَ: نعم، هُوَ صَادِق فآمنوا بِهِ، [و] حملهمْ إِلَى النَّبِي حَتَّى أَسْلمُوا، فَهَؤُلَاءِ الْقَوْم لَهُم سَابِقَة الْإِسْلَام، وَأَسْلمُوا بإرشاد أبي بكر رَضِي الله عَنْهُم وَأنزل الله تَعَالَى فِي أبي بكر، {وَاتبع سَبِيل من أناب إِلَيّ} .

وَقَوله: {أناب} أَي: رَجَعَ إِلَيّ، وعَلى هَذَا القَوْل هُوَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015