تفسير السمعاني (صفحة 3577)

110

قَوْله تَعَالَى: {يعلم مَا بَين أَيْديهم وَمَا خَلفهم} أَي: يعلم مَا بَين أَيْديهم من الْآخِرَة، وَمَا خَلفهم من الْأَعْمَال، وَيُقَال: يعلم مَا بَين أَيْديهم أَي: (لم يخلقهم وَهُوَ يُرِيد أَن يخلقهم) .

وَقَوله: {وَمَا خَلفهم} أَي: الَّذين خَلفهم من قبلهم فخلفوهم.

وَقَوله: {وَلَا يحيطون بِهِ علما} أَي: لَا يحيطون بِاللَّه علما، وَالله يُحِيط بالأشياء، وَلَا يحاط بِهِ؛ لِأَن الْإِحَاطَة بالشَّيْء هِيَ الْعلم بالشَّيْء من كل جِهَة يجوز أَن يعلم، وَالله تَعَالَى لَا يقدر قدره، وَلَا يبلغ كنه عَظمته، وَأما سَائِر الْأَشْيَاء فَإِن الله يعلم كل شَيْء بِكُل جِهَة يجوز أَن تعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015