{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي} أي: برهان ويقين مني {وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً} أي: منَّ علي برسالته ووحيه، أي: أفأتابعكم على ما أنتم عليه، وما تدعونني إليه؟.

{فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ} أي: غير خسار وتباب، وضرر.

{وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً} لها شرب من البئر يوما، ثم يشربون كلهم من ضرعها، ولهم شرب يوم معلوم.

{فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ} أي: ليس عليكم من مؤنتها وعلفها شيء، {وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ} أي: بعقر {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ} لهم صالح {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} بل لا بد من وقوعه

{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا} بوقوع العذاب {نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} أي نجيناهم من العذاب والخزي والفضيحة

{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} ومن قوته وعزته أن أهلك الأمم الطاغية ونجى الرسل وأتباعهم

{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ} العظيمة فقطعت قلوبهم {فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} أي خامدين لا حراك لهم

{كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} أي كأنهم لما جاءهم العذاب ما تمتعوا في ديارهم ولا أنسوا بها ولا تنعموا بها يوما من الدهر قد فارقهم النعيم وتناولهم العذاب السرمدي الذي ينقطع الذي كأنه لم يزل

{أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ} أي جحدوه بعد أن جاءتهم الآية المبصرة {أَلا بُعْدًا لِثَمُودَ} فما أشقاهم وأذلهم نستجير بالله من عذاب الدنيا وخزيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015