{41 - 45} {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} .
لما ذكر عقوبة المكذبين، ذكر ثواب (?) المحسنين، فقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ} [أي:] للتكذيب، المتصفين بالتصديق في أقوالهم وأفعالهم وأعمالهم، ولا يكونون كذلك إلا بأدائهم الواجبات، وتركهم المحرمات.
{فِي ظِلالٍ} من كثرة الأشجار المتنوعة، الزاهية البهية. {وَعُيُونٍ} جارية من السلسبيل، والرحيق وغيرهما، {وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ} أي: من خيار الفواكه وطيبها، ويقال لهم: {كُلُوا وَاشْرَبُوا} من المآكل الشهية، والأشربة اللذيذة {هَنِيئًا} أي: من غير منغص ولا مكدر، ولا يتم هناؤه حتى يسلم الطعام والشراب من كل آفة ونقص، وحتى يجزموا أنه غير منقطع ولا زائل، {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فأعمالكم هي السبب الموصل لكم إلى هذا النعيم (?) المقيم، وهكذا كل من أحسن في عبادة الله وأحسن إلى عباد الله، ولهذا قال: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} ولو لم يكن لهم من هذا الويل إلا فوات هذا النعيم، لكفى به حرمانا وخسرانا (?) .