{4 - 22} {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالا وَسَعِيرًا * إِنَّ الأبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} .
إلى آخر الثواب أي: إنا هيأنا وأرصدنا لمن كفر بالله، وكذب رسله، وتجرأ على المعاصي {سَلاسِلَ} في نار جهنم، كما قال تعالى: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} .
{وَأَغْلالا} تغل بها أيديهم إلى أعناقهم ويوثقون بها.
{وَسَعِيرًا} أي: نارا تستعر بها أجسامهم وتحرق بها أبدانهم، {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} وهذا العذاب دائم لهم أبدا، مخلدون فيه سرمدا.
وأما {الأبْرَارِ} وهم الذين برت قلوبهم بما فيها من محبة الله ومعرفته، والأخلاق الجميلة، فبرت جوارحهم (?) ، واستعملوها بأعمال البر أخبر أنهم {يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ} أي: شراب لذيذ من خمر قد مزج بكافور أي: خلط به ليبرده ويكسر حدته، وهذا الكافور [في غاية اللذة] قد سلم من كل مكدر ومنغص، موجود في كافور الدنيا، فإن الآفة الموجودة في الأسماء التي ذكر الله أنها في الجنة وهي في الدنيا تعدم في الآخرة (?) .
كما قال تعالى: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} {وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} {لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ} {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ} .