29

{إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ} أن يقينا عذاب السموم، ويوصلنا إلى النعيم، وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة أي: لم نزل نتقرب إليه بأنواع القربات (?) وندعوه في سائر الأوقات، {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} فمن بره بنا ورحمته إيانا، أنالنا رضاه والجنة، ووقانا سخطه والنار.

-[816]-

{29-43} {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ * أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ * قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ} .

يأمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يذكر الناس، مسلمهم وكافرهم، لتقوم حجة الله على الظالمين، ويهتدي بتذكيره الموفقون، وأنه لا يبالي بقول المشركين المكذبين وأذيتهم وأقوالهم التي يصدون بها الناس عن اتباعه، مع علمهم أنه أبعد الناس عنها، ولهذا نفى عنه كل نقص رموه به فقال: {فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} أي: منه ولطفه، {بِكَاهِنٍ} أي: له رئي من الجن، يأتيه بأخبار بعض الغيوب، التي يضم إليها مائة كذبة، {وَلا مَجْنُونٍ} فاقد للعقل، بل أنت أكمل الناس عقلا وأبعدهم عن الشياطين، وأعظمهم صدقا، وأجلهم وأكملهم،

وتارة {يَقُولُونَ} فيه: إنه {شَاعِرٌ} يقول الشعر، والذي جاء به شعر،

والله يقول: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ}

{نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} أي: ننتظر به الموت (?) فسيبطل أمره، [ونستريح منه] .

{قُلْ} لهم جوابا لهذا الكلام السخيف: {تَرَبَّصُوا} أي: انتظروا بي الموت،

{فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ} نتربص بكم، أن يصيبكم الله بعذاب من عنده، أو بأيدينا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015