{14-15} {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ *} .
يخبر تعالى عن حكمه وحكمته في عقوبة (?) الأمم المكذبة، -[628]- وأن الله أرسل عبده ورسوله نوحا عليه الصلاة السلام إلى قومه، يدعوهم إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة، والنهي عن الأنداد والأصنام، {فَلَبِثَ فِيهِمْ} نبيا داعيا {أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا} وهو لا يَنِي بدعوتهم، ولا يفتر في نصحهم، يدعوهم ليلا ونهارا وسرا وجهارا، فلم يرشدوا ولم يهتدوا، بل استمروا على كفرهم وطغيانهم، حتى دعا عليهم نبيهم نوح عليه الصلاة والسلام، مع شدة صبره وحلمه واحتماله، فقال: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} {فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ} أي: الماء الذي نزل من السماء بكثرة، ونبع من الأرض بشدة {وَهُمْ ظَالِمُونَ} مستحقون للعذاب.