{إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ} .

أي: هذه الأحوال والنعم، ونحو ذلك، عادة الأولين، تارة يستغنون، وتارة يفتقرون، وهذه أحوال الدهر، لا أن هذه محن ومنح من الله تعالى، وابتلاء لعباده.

{وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} وهذا إنكار منهم للبعث، أو تنزل مع نبيهم وتهكم به، إننا على فرض أننا نبعث، فإننا كما أدرَّت علينا النعم في الدنيا، كذلك لا تزال مستمرة علينا إذا بعثنا.

{فَكَذَّبُوهُ} أي: صار التكذيب سجية لهم وخلقا، لا يردعهم عنه رادع، {فَأَهْلَكْنَاهُمْ} {بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} على صدق نبينا هود عليه السلام وصحة ما جاء به وبطلان ما عليه قومه من الشرك والجبروت {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} -[596]- مع وجود الآيات المقتضية للإيمان

{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ} الذي أهلك بقوته قوم هود على قوتهم وبطشهم

{الرَّحِيمُ} بنبيه هود حيث نجاه ومن معه من المؤمنين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015