إن قيل: لِمَ قال: (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ) (وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ)؟

قيل: قد يقال: (نزّل) و (أنزل) بمعنى. لكن خصَّ الكتاب

بالتنزيل لأمرين:

أحدهما: أن هذا الكتاب لما كان حكمُهُ مؤبدًا، والتنزيل بناء المبالغة

خُص به تنبيهًا على هذا المعنى، وليس ذلك حكم الكتابين قبل.

والثاني: أن هذا الكتاب أُنزل شيئًا فشيئًا، والكتابين أُنزل كل

واحد منهما جملة.

وقوله: (مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ) يعني الكتب المتقدمة، وخُصَّ التوراة والإِنجيل بالذكر، وإن كانا قد دخلا في عموم ما بين يديه تشريفًا لهما.

و (مُصَدِّقًا) حال للمُنَزِّل أو للمنزَّل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015