فقوله: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) ليس بدعوى يحتاج فيها إلى

دلالة من خارج، بل هو في نفسه دلالة لازمة وحجة واضحة.

فإن معنى قوله: (اللَّهُ) أي هو الذي يحق له العبادة، أي الذي

تَأْلَهُ الأشياء إليه، وكان الكفار يقولون: الأشياء ثلاثة: عابد

غير معبود، ومعبود عابد، ومعبود غير عابد؟ وهو الله تعالى.

فبيّن تعالى بهذا أن المستحق للعبادة على الإِطلاق هو الذي

لا إله إلا هو، وأكَّد ذلك بقوله: (الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، والحي في صفات الله

معناه الذي لا يجوز عليه الموتُ، وبه حياة كل حي، وإذا استُعْمِل

في غيره فعلى معنى قبول الحياة منه تعالى.

والقيوم: هو القائم بحفظ كل شيء، والمعطي له ما به قوامه، وهو المعنى المذكور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015