قَومٌ إِذَا عَقدُوا عَقْداً لِجَارِهِمُ ... شَدُّوا العِناجَ وشَدُّوا فَوْقهُ الَكَرَبَا

وعلى ذلك قوله تعالى: (وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ)

والعقود باعتبار العقود ثلاثة أضرب: عقد بين الله وبين العبد، وعقد بين

العبد ونفسه، وعقد بينه وبين غيره من البشر.

وكل واحد باعتبار الموجب له ضربان: ضرب أوجبه العقل وهو ما ركزه الله تعالى بمعرفته في الإنسان فيتوصل إليه، إما ببديهة العقل، وإما بأدق نظر، وعليه دل قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ) الآية،

وضرب أوجبه الشرع: وهو ما دلنا عليه كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -. فذلك ستة أضرب،

وكل واحد من ذلك إما أن يلزم ابتداء، أو يلزم بالتزام الإنسان إياه،

فأما اللازم بالالتزام، فأربعة أضرب:

فالأول: واجب الوفاء به كالنذور المتعلقة بالقُربِ، نحو أن يقول: عليَّ أن أصوم إن عافاني الله،

والثاني: مستحب الوفاء به ويجوز تركه: كمن حلف على ترك فعل مباح فإن له أن يكفر عن يمينه ويفعل ذلك.

والثالث: مستحب ترك الوفاء به وهو ما قال عليه الصلاة والسلام: (إذا حلف أحدكم على شيء فرأى غيره خيراً منه فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015