إن قيل: لِمَ قال: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا)، ثم قال:

(فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ)؟ وهل بين الخشية والتقوى فرق؟

قيل: الخشية الاحتراز من الشيء بمقتضى العلم.

ولذلك وصف به العلماء في قوله تعالى:

(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).

والتقوى جعل العبد نفسه في وقاية مما يخشاه، ولذلك قال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) إلى قوله: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

فالخشية مبدأ التقوى، والتقوى غاية الخشية.

فأمر الله تعالى بمراعاة المبدأ والنهاية، إذ لا ينفع الأول دون الثاني.

ولا يحصل الثاني من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015