قيل: سبب نزول ذلك أن أبا سِفيان وأصحابه تقدموا إلى نُعيم
ابن مسعود ورضخوا له شيئاً، وقالوا: إذا مررت بمحمدٍ
وأصحابه، فقل: إنا قد أجمعنا على قصدهم بخيلٍ لا قبل لهم بها.
فلما أتاهم، وقال لهم ذلك، قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.
إن قيل: لِمَ: (قال لهم الناس) وإنما قال ذلك رجل واحد؟
قيل: لمّا كان القائل لنُعيم أبا سفيان وأصحابه المعبرّ عنهم بقوله: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ) سُمي الُمنبّئ عنهم بذلك (النَّاسَ)، تنبيهاً
أن المخوِّفين في الحقيقة هم المخوَّف منهم، والآية وإن نزلت فيهم