وصدق محمد - صلى الله عليه وسلم - وذلك أنّ كلّ (?) حرف من هذِه الحروف معبرٌ عن جميع الحروف الثانية والعشرين، والعرب تعبِّرُ ببعض الشيء عن كلِّه، كقوله -عز وجل-: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} (?) (أي: صلُّوا) (?) لا يُصلُّون، وقوله: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} (?) أي: صلِّ. فعَبَّر بالركوع والسجود عن الصلاة، إذ كانا من أركانها، وقال تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} (?) (أراد جميع أبدانكم) (?)، وقال: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)} (?) أي: على الأنف. فعبّر باليد عن الجسد، وبالأنف عن الوجه (?).
وقال الشاعر في امرأته وقد كان قيل له: إنّها تحفظ القرآن، فرآها تتعلّم أبجد (?):
لمّا رأيت أنها في حطّي ... أخذت منها بقرونٍ شُمطِ (?)