وقال عبد العزيز بن يحيى: معنى هذِه الحروف أنّ الله -عز وجل- ذكرها فقال: اسمعوها مقطعة، حتى إذا وردت عليكم مؤلفة كنتم قد عرفتموها قبل ذلك، (ولذلك تُعلم للصبيان) (?) (أولًا مقطعة) (?)، فكأن الله -عز وجل- أسمعهم إياها مقطعة مفردةً ليعرفوها إذا وردت عليهم مؤلفة (?) (?).

وقال أبو روق: إنّها تسكيت للكفار، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بالقراءة في الصلوات كلها، وكان المشركون يقولون: {لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} (?) وربّما صفّقُوا، وربّما صفَّروا، وربّما لغطوا، ليغلطوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلمّا رأى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسرّ (في الظهر) (?) والعصر، وجهر في سائرها، فكانوا أيضًا يأتونه ويؤذونه؟ فأنزل الله -عز وجل- هذِه الحروف المقطعة، فلما سمعوا (?) بقوا متحيرين متفكرين، فاشتغلوا بذلك عن إيذائه وتغليطه، فكان ذلك سبيلًا (?) لاستماعهم وطريقًا إلى انتفاعهم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015