وقال ابن زيد: فرقانا يفرق في قلوبهم بين الحق والباطل حتّى يهتدوا به ويعرفوه (?). والفرقان مصدر كالرحجان والنقصان. تقول: فرقت بين الشيء والشيء أفرق بينهما فرقًا وفرقانا وفروقا. {وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} ويمحو عنكم ما سلف من ذنوبكم {وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
30 - قوله عز وجل: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية
هذِه الآية معطوفة على قوله: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ} (?) واذكر {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ} (?) لأن هذِه السورة مدنية. وهذا القول والمكر إنما كانا بمكة، ولكن الله ذكرهم بالمدينة كقوله: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} (?) وكان هذا المكر على ما ذكره ابن عباس - رضي الله عنهما- وغيره من المفسّرين أن قريشًا لمّا أسلمت الأنصار، فرقوا أن يتفاقم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاجتمع نفر من مشايخهم (?) وكبارهم في دار الندوة، فتشاوروا في أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت رؤوسهم: عُتْبة وشيبة ابني ربيعة، وأبا جهل، وأبا سفيان، وطُعَيْمة بن عدي، والنضر بن الحارث، وأبا البَخْتَرِي بن هشام، وزَمْعَة بن الأسود، وحَكِيم بن حزام، ونُبَيْها ومُنُبّها ابني