الخدري - رضي الله عنه -: إنّما كان ذلك يوم بدر خاصة، ولم يكن لهم أن ينحازوا، (ولو انحازوا لانحازوا) (?) إلى المشركين، ولم يكن يومئذ في الأرض مسلم غيرهم، ولا للمسلمين فئة إلا النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فأمّا بعد ذلك فإنّ المسلمين بعضهم فئة لبعض. وبمثله قال الحسن والضحاك وقتادة (?).

وقال يزيد بن أبي حبيب: أوجب الله لمن فرّ يوم بدر النار، فقال: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} الآية، فلمّا كان يوم أُحد بعد ذلك قال: {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} (?) ثمّ كان يوم حنين بعد ذلك بسبع سنين، فقال: {ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} (?) {ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ} (?) (?).

وقال عطاء بن أبي رباح: هذِه الآية منسوخة بقوله: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ} (?) فليس لقوم أن يفروا من مثلَيْهم. فنسخت تلك الآية هذِه العدّة (?).

وقال الكلبي: من قُتِل اليوم في الجهاد مقبلا أو مدبرًا فهو شهيد،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015