للأنصار يدعى ابن أُرَيْقِط فأتاه بخبر القوم، وسبقت العير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (?). فنزل جبريل فقال: إن الله وعدكم إحدى الطائفتين إمّا العير وإمّا قريشا، وكان العير أحب إليهم. فاستشار النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابه في طلب العير وحرب النفير. فقام أبو بكر - رضي الله عنه - فقال: وأحسن. ثم قام عمر - رضي الله عنه - فقال وأحسن. ثمّ قام المقداد بن عمرو - رضي الله عنه - فقال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امض لما أمرك الله، ونحن معك والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (?) ولكن اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكم مقاتلون، فو الَّذي بعثك بالحق لو سرتَ بنا إلى بَرْك الغِمَاد (?) -يعني مدينة الحبشة- لجالدنا معك مَنْ دُونه حتّى نبلغه! فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرًا، ودعا له بخير. ثمّ قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أشيروا عليّ أيُّها الناس! " وإنّما يُريد الأنصار، وذلك أنّهم حين بايعوه بالعقبة فقالوا: يا رسول الله إنّا برآء من ذِمامك حتّى تصل إلى ديارنا، فإذا