وحال المرض، وحال الرّيّ والعطش، فضربه الله لمن كذب بآياته، فقال: إن وعظته فهو ضال، وإن تركته فهو ضال، كالكلب إن طردته لهث وإن تركته على حاله لهثِ (?). ونظيره قوله: {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ (193)} (?) {ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
روى محمد بن إسحاق عن سالم أبو النضر قال: يعني بهذا بني إسرائيل. أي: قد جئتهم بخبر ما كانوا يخفون عنك {لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، فيعرفون أنَّه لم يأت بهذا الخبر عما مضى فيهم إلّا نبي يأتيه خبر السماء (?).
177 - قوله عز وجل: {سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ}
أي: بئس (المثل مثلا) (?)، حال من المثل المضمر. كما قال جرير: فنعم الزادُ زادُ أبيك زادًا (?)، هذا إذا (جعلت ساء من) (?) فعل المثل ورفعت القوم بدلا من الضمير فيه، وإن حولت فعله إلى القوم ورفعتهم به، كان انتصابه على التمييز، يريد ساء مثل القوم فلما حولته إليهم خرج المثل مفسّرًا كما تقول: قَرَّ به عينًا، وضاق