إليها وأُرغبهم فيها وأُزينها لهم، {وَمِنْ خَلْفِهِمْ} مِنْ قِبَل الآخرة أُشككهم فيها وأثبطهم عنها، {وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ} مِنْ قبل الحق (أصدهم عنه) (?) وأشككهم فيه، {وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} مِنْ قِبل الباطل أُخففه عليهم وأُزينه لهم وأُرغبهم فيه. (?)
وقال مجاهد: من بين أيديهم وعن أيمانهم من حيث يبصرون، ومن خلفهم وعن شمائلهم من حيث لا يبصرون. (?) وقال ابن جريج: معنى قوله: حيث يبصرون أي: يخطئون حيث يعلمون أنّهم يخطئون، وحيث لا يبصرون لا يعلمون أنهم يخطئون (?). وقال الكلبي: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} من قِبل آخرتهم أخبرهم أنَّه لا جنَّة ولا نار ولا نشور، {وَمِنْ خَلْفِهِمْ} من قِبل دنياهم فآمرهم بجمع الأموال ثمَّ لايعطون لها حقًّا، وأُخوفهم الضيعة على ذرّيتهم، {وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ} من قِبل دينهم فأُزيّن لكلّ قوم ما كانوا يعبدون، وإن كانوا على هدى شبّهته عليهم حتّى أخرجهم منه، {وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} من قِبل الشهوات واللذات فأُزيّنها لهم (?).
وقال شقيق بن إبراهيم: ما من صباح إلاَّ قعد لي الشيطان على أربعة مراصد: من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي،