وقال بعضهم: معنى الآية: عليكم أنفسكم إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر فلم يقبل منكم.
قال شقيق بن عقال (?): قيل لابن عمر: لو جلست في هذِه الأيام فلم تأمر ولم تنه، فإن الله عز وجل قال: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فقال ابن عمر: إنها ليست لي، ولا لأصحابي، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا فليبلغ الشاهد الغائب، فكنا نحن الشهود، وأنتم الغُيَّب، ولكن هذِه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا، إن قالوا لم يقبل منهم" (?).
وروى أبو الأشهب عن الحسن، والربيع عن أبي العالية: أن هذِه الآية قرئت على ابن مسعود {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فقال ابن مسعود: ليس هذا بزمانها، قولوها ما قبلت منكم (?)، فإذا ردت عليكم، فعليكم أنفسكم، ثم قال: إن القرآن نزل