قالوا: عيسى هو الله، وقالت النسطورية: هو ابن الله (?)، وقالت المرقوسية: هو ثالث ثلاثة، فأنزل الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ}، يعني: أهل الإنجيل، وهم النصارى، {لَا تَغْلُوأْ} لا تشددوا {فِي دِينِكُمْ} فتفتروا على الله، وأصل الغلو: مجاوزة الحد في كل شيء، يقال: غلا بالجارية لحمها، وعظمها، إذا أسرعت الشباب، فجاوزت لداتها، يغلو بها، غلوًا، وغلاء، قال الحارث بن خالد المخزومي:
خُمْصانة قلق مُوشَّحُها ... رُؤدُ الشباب كلا بها عظمُ (?)
{وَلَا تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} لا تقولوا: إن له شريكًا وابنًا، ثم بين حال عيسى وصفته، فقال: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ} هو الممسوح المطهر من