فيقال له: إن لم يجز أن يكون الباري سبحانه شاكرًا في الحقيقة لما ذكرته لم يجز أن يكون مثيبًا في الحقيقة، والشكر منه ابتداء (?)، وإذا لم يخرجه ذلك من أن يكون مثيبًا في الحقيقة لم يخرجه أن يكون شاكرًا في الحقيقة، والشكر من الله الثواب، ومن العباد الطاعة، وحقيقته مقابلة الطاعة بغيرها، فإذا قابلت أوامر الله بطاعتك، فقد شكرته، وإذا قابل الله طاعاتك بثوابه فقد شكرك عليها (?).
148 - {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بالْسُّوءَ مِنَ الْقَوْلِ}
يعني: القول القبيح، {إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} فقد أذن للمظلوم أن ينتصر بالدعاء على ظالمه، {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا} لدعاء المظلوم، {عَلِيمًا} بعقاب الظالم، نظيره قوله: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41)} (?).
وقال مجاهد: هذا في الضيف النازل إذا لم يضف ومنع حقه، أو سيء قراه، فقد رخص له أن يذكر منه ما صنع به (?).
وزعم أن ضيفًا (?) تضيف قومًا، فأساؤوا قراه، فاشتكاهم، فنزلت