يجز تعذيب المؤمن المذنب، لأخرجه من باب الاستثناء، وأطلق الحكم فيه كما أطلقه في المشرك، وفيه دليل أيضًا على فساد قول الوعيدية، وقد ذكرناه قبل.
ثم نزلت في أهل مكة {إِنْ يَدْعُونَ} أي: ما يعبدون، كقوله: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (?) أي: اعبدوني (?)، يدل عليه قوله (?): {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} (?).
{مِنْ دُونِهِ} أي: من دون الله {إِلَّا إِنَاثًا} يعني: اللات، والعزى، ومناة، وأشباهها، من الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله، وكان في كل واحد منهن شيطان، يتراءى للسدنة والكهنة يكلمهم، فذلك قوله: {وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا}، وكان المشركون يسمون أصنامهم باسم الإناث، هذا قول مجاهد (?)، والكلبي، وأكثر المفسرين، ويدل على صحة هذا التأويل قراءة ابن