وأما النصب فعلى أن يجعل النجوى فعلًا، ويكون قوله {إِلَّا} استثناء من غير الجنس، فيكون وجهه النصب، كما قال النابغة:
إلا أواري لأيا (?) .. البيت.
وقد يكون من (?) في موضع رفع، وإن رددت على خلافها، كما قال:
وبلدة ليس بها أنيسِ ... إلا اليعافير وإلا العيسِ (?)
115 - قوله عز وجل: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى}
نزلت في طعمة بن أبيرق أيضًا، وذلك أنَّه لما نزل القرآن فيه، وعلم قومه أنَّه ظالم، خاف هو على نفسه من القطع والفضيحة هرب إلى مكة، فأنزل الله تعالى فيه: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ} أي: يخالفه، {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} أي: التوحيد والحدود، {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} يقول: غير دين المؤمنين، دين أهل مكة عبادة الأوثان، {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} أي: نكله في الآخرة إلى ما تولى في الدنيا، {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}، فلم يتب طعمة ولم يراجع