معهم بذاته، ثم يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، وإليه يصعد الكلم الطيب، ولو كان قوله {وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} بمعنى المكان؛ لوجب ألا يكون معهم إذ لم يبيتوا؛ لأنه جعل كونه معهم بشرط أن يبيتوا ما لا يرضاه من القول (?).
ثم أقبل على قوم طعمة، فقال:
109 - {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ}
أي: يا هؤلاء، وها للتنبيه، {جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ} أي خاصمتم {عَنْهُمُ} عن طعمة، وهو في قراءة أبي بن كعب: (جادلتم عنهم في الدنيا (?).
والجدال في اللغة: شدة المخاصمة، وهو من الجدل، وهو شدة الفتل، ورجل مجدول كأنه قد فتل، والأجدل: الصقر؛ لأنه من أشد الطيور قوة (?).
{فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ} أي: عن طعمة، {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إذا أخذه الله بعذابه، وأدخله النار، {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} يعني كفيلًا.
ثم استأنف فقال: