ضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم، وقالوا لهم ما ذكر الله سبحانه (?).

{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} أي: يقبض أرواحهم ملك الموت، وقوله {تَوَفَّاهُمُ} إن شئت جعلته ماضيًا، فيكون في موضع النصب، وإن شئت جعلته رفعا على المستقبل، والمعنى: تتوفاهم (?)، وأراد بالملائكة ملك الموت؛ لأن الله تعالى قد يجمل الخطاب في موضع ويفسره في موضع، فيكون الحكم للمفسر ويرد المجمل إليه، يقول: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ}، يحتمل أن يكون أراد به ملك الموت، واحتمل أن يكون غيره؛ لكنه لما فسره في موضع آخر بقوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} (?) علم أن المراد من قوله: {تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} ملك الموت والله أعلم.

فإن قيل: فلم أخرجه بلفظ الجماعة؟ قيل: قد يرد الخطاب بلفظ الجمع والمراد منه الواحد، كقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ} ولا شك أن الله واحد، ومثله في القرآن كثير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015