ويدل عليه: أن الله لا يتعبد الكافر والمنافق بالشرائع، بل يتعبدهم -أولا- بالإيمان، ثم بالشرائع، فلما نافقوا نبه الله تعالى على أحوالهم، وقد قال الله تعالى مخبرًا عن المنافقين: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا}، وقال: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} (?) وقال: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا} (?).
{قُلْ}: لهم، يا محمد {مَتَاعُ الدُّنْيَا} أي: منفعتها، والاستمتاع بها {قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ} يعني: وثواب الآخرة {خَيْرٌ}: أفضل {لِمَنِ اتَّقَى}: الشرك، ومعصية الله (?) والرسول {وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}.
قال ابن عباس وعلي بن الحكم: الفتيل: الذي في شق بطن النواة.
78 - {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ}: ينزل بكم الموت.
نزلت في قول المنافقين، لما أصيب أهل أحد: {لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} (?) فرد الله عليهم وقال: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}.
قال قتادة: معناه: في قصور محصنة (?).