يمنع عنهم مكائد (?) الأعداء ما كان لأمره إياهم بالحذر معنى، فيقال لهم: الأئتمار لأمر الله والانتهاء عن نهيه واجب عليهم؛ لأنه به يسلمون من معصية الله تعالى؛ لأن المعصية ترك ما أمروا، وإتيان ما نهوا (?)، وليس في الآية دليل على أن حذرهم ينفع من القدر شيئًا، وهو كقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للرجل: "اعقل، وتوكل" (?). والمراد منه: طمأنينة النفس، لا أن ذلك يدفع القدر، كذلك في أخذ الحذر، والدليل على ذلك: أن الله تعالى أثنى على أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - بقوله حاكيًا عنهم {لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} (?) وأمر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلو كان يصيبهم غير ما قضى الله تعالى عليهم لما كان لهذا معنى (?).