وقد مضت القصة (?).
وقوله تعالى: {فَلَا} يعني: ليس الأمر كما يزعمون: أنهم مؤمنون، ثم لا يرضون بحكمك، ويصدون عنك، ثم استأنف القسم، فقال {وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ} ويجوز أن تكون {لَا} صلة، كقوله: {لَا أُقْسِمُ}، {حَتَّى يُحَكِّمُوكَ} أي: يجعلونك حكمًا {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} أي: اختلف، واختلط من أمورهم، والتبس عليهم حكمه، ومنه: الشجر؛ لاختلاف أغصانه، ويقال لعصيّ الهودج: شجار؛ لتداخل بعضها في بعض (?)، قال الشاعر:
نفسي فداؤك، والرماح شواجر ... والقوم في ضنك اللقاء قيامُ (?)
{ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا} أي: ضيقًا، وشكًا {مِمَّا قَضَيْتَ} ومنه قيل للشجر الملتف، الذي لا يكاد يوصل إليه: حرج، وحرجة، جمعه: حراج (?).
وقال الضحاك: إثمًا (?)، يأثمون بإنكارهم ما قضيت، {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} أي: يخضعوا، وينقادوا لأمرك انقيادًا.