فأنزل الله تعالى فيهم (?) هذِه الآية ينهاهم عن مباطنتهم، خوف الفتنة منهم عليهم (?).
وقال مجاهد: نزلت في قوم من المؤمنين كانوا يصادقون المنافقين ويخالطونهم، فنهاهم الله عن ذلك (?) فقال {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ}: أي: أولياء، وأصفياء من غير أهل ملتكم (?).
والبطانة: مصدر يوضع في موضع الاسم فيسمى بها الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث، قال الشاعر:
أولئك خلصائي نعم وبطانتي ... وهم عيبتي من دون كل قريب (?)
وإنما قيل لخليل الرجل: بطانة تشبيهًا بما يلي بطنه من ثيابه، وخلوّه منه في اطلاّعه على أسراره، وما يطويه عن أباعده وكثير من أقاربه محل ما يلي جسده من ثيابه (?) ثم ذكر العلة في النهي عن