تعالى قد جعل لكم إخوانًا وجارًا ومنزلا ودارًا تأمنون فيها"، فأمرهم بالهجرة إلى المدينة، واللحوق بإخوانهم من الأنصار.

فأول من هاجر إلى المدينة: أبو سلمة بن عبد الأسد المخزوميّ، ثم عامر بن ربيعة ومعه امرأته ليلى بنت أبي حثمة، ثم عبد الله بن جحش، ثم تتابع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسالا إلى المدينة.

وأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة ينتظر أن يؤذن له بالهجرة، إلى أن أذن له، فقدم المدينة فجمع الله عز شأنه أهل المدينة أوسها وخزرجها بالإسلام، وأصلح ذات بينهم بنبيّه محمد - صلى الله عليه وسلم -، ورفع عنهم العداوة القديمة، وألف بينهم، فذلك قوله عز وجل: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} (?)، يا معشر الأنصار، {إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً} قبل الإسلام، {فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} بالإسلام {فَأَصْبَحْتُمْ} أي: فصرتم.

نظيره قوله تعالى في المائدة: {فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (?)، {فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} (?)، (وفي الكهف {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا} (?)، (وفي حم السجدة) (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015