قوله عز وجل: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ}

قال محمد بن إسحاق بن يسار وغيره من أهل الأخبار: كانت الأوس والخزرج أخوين لأب وأم، فوقعت بينهما عداوة بسبب سمير (?) وحاطب، وذلك أن سميرًا وهو سمير بن زيد بن مالك أحد بني عمرو بن عوف قتل حليفًا لمالك بن عجلان الخزرجيِّ، يقال له: حاطب بن الحرِّ من مزينة (?)، فوقعت بين القبيلتين الحرب. فزعم العلماء بأيام العرب أن تلك الحرب والعداوة تطاولت بينهم عشرين ومائة سنة ولم يسمع بقوم كان بينهم من العداوة والحرب ما كان بينهم، واتصلت تلك العداوة إلى أن أطفأ الله تعالى ذلك بالإسلام، وألف بينهم برسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -.

وكان سبب ألفتهم وارتفاع وحشتهم أن سويد بن الصامت أخا بني عمرو بن عوف قدم مكة حاجًّا أو معتمرًا، وكان سويد إنما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015